Friday, March 14, 2008

BAB TUJUH oleh Azizi

مرات نزول القران

قد شرف الله القران الكريم بأن جعل له تنزيلات ثلاث

الأول : الى اللوح المحفوظ ، ودليله قوله تعالي :( بل هو قران مجيد .٢١.في لوح محفوظ ) ، وكان هذا الوجود فى اللوح بطريقة وفي وقت لا يعلمه إلا الله جل جلاله ومن أطلعه من عباده على غيبة ، وكان جملة لا مفرقا ، لأنه الظاهر من اللفظ عند الإطلاق ولا صارف عنه ، وليس هناك حكمة لتنجيمه فى هذا النزول كما حصل فى تنجيمه عند نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم .

وترجع حكمة هذا النزول إلى الحكمة العامة من وجود اللوح نفسه وإقامته سجلا جامعا لكل ما قضى الله وقدر ، وما يكون من عوامل الإيجاد والتكوين ، فهو شاهد ناطق ، ومظهر من أروع المظاهر الدالة على عظمة الله وقدرته وعلمه وإرادته وحكمته وواسع سلطانه .

ومن هنا تهون عليه الحياة بسرائها كما قال جل وعلا : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ٢٢ لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )[الحديد :٢٢-٢٣ ]

على أن الإيمان باللوح وبالكتابة فيه أثر صالح فى استقامة العبد المؤمن على الجادة وتفانية فى طاعة الله ومرضاته ، ويبعده عن مساخطه ومعاصية لا عتقادة أنها مسطورة عند الله في لوحه ، مسجله لديه فى كتابه . قال جل ذكره ( وكل صغيرة وكبير مستطر ) [القمر:٥٣ ].

الثانى من التنزيلات : النزول إلى بيت العزة فى السمأ الدنيا ، ودليله قوله سبحانه في سورة الدخان :( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )[ الدخان :٣]، وكذا قوله ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )[القدر :١] ، وفي سورة البقرة :( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن )[البقرة :١٨٥].

فهذه الايات تدل علي أن القرآن أنزل فى ليلة واحدة توصف بأنها مباركة من آية الدخان ، وتسمى ليلة من سورة القدر ، وهى من ليالي شهر رمضان ، وذلك جمعا بين النصوص الثلاثة فى العمل بها ودفعا للتعارض فيما بينها.

ومعلوم بالأدلة القاطعة أن القرآن أنزل على النبى صلي الله عليه وسلم مفرقا منجما حسب الحوادث والوقائع والأسئلة التى تختلج في صدور العرب ، ولم ينزل عليه فى ليلة واحدة بل في ثلاث وعشرون سنة فتعين .

No comments: